ظاهرة التسول المزعجة التي يمارسها أفراد من جنسيات وأعمار مختلفة أكاد أجزم أنها لا تنتهج هذا الابتذال في الطلب بداعي الحاجة أو العوز، بل هي تتحرك وفق استراتيجية مخطط لها بكل احترافية ولها أُطر معينة ترقبها عيون لا تزيغ عنها قيد أنملة. وهذه خطورة أمنية وسياسية وليس لأن هذه الفئة ومن هذا الموقع المهمل قد تنفذ مخططات كبيرة وخطيرة سواء على المستوى الأمني للبلد أو المجتمعي لاسيما وان هؤلاء المتسولون هم من فئات لا يُؤْمِن جانبهم عقديا أو قبليا. ولا يمكن التنبؤ بما قد يفعلون بل ويسهل توظيفهم تحت غطاء التسول لتنفيذ ما لا يحمد عقباه. وعلى صعيد آخر قد يتم استدراج المراهقين من قبل هذه الفئة إلى أمور منافية للشرع والدين ذات مخاطر طبية شنيعة. وكلا الأمرين أحلاهما دمار وهلاك وهذه النتيجة لا قدر الله هي أمنيات بدرجة أهداف لأعداء الأمة جمعاء وليس دولة التوحيد فحسب. المؤسف في الامر أن هذه الظاهرة معلومة الأهداف ومع ذلك تجد من يتعاطى معهم مما يعزز وجودهم ويحفز تكاثرهم ولا أعلم حقيقة ماهو دافع ذلك التعاطي الغير مسؤول هل هو البلاهة وعدم تقدير نتائج هذا التفاعل معهم؟. أم أنها السذاجة المستشرية لدى البعض رغم التحذيرات سواء الرسمية أو الوعظية؟ وقد قدر لي حضور خطبة جمعة كانت عن خطرهم وحذر الخطيب وأورد شواهد وبراهين شخصية له تدل على كذب ادعائهم وبعد الفراغ من الصلاة اذا بالمصلين يعطون المتسولات عند باب المسجد فبالله ماذا تسمي ذلك؟
نعم نحن شعب كريم معطاء يحب البذل ويجل الصدقة طمعا فيما عند الله ولهذا كان بلد الحرمين بيئة جاذبة لممارسي هذه المهنة من الجنسين ومن جنسيات وأعمار مختلفة مستغلين العاطفة الجياشة لدى أفراد هذا الشعب الكريم ولكن حب البذل لا يمنع أخذ الحيطة الحذر بل الأخير مقدما الأول.
ويبقى السؤال العريض كيف تمكن أولئك من الدخول الى هذا البلد المعطاء؟
وهل تم سؤالهم ب (لماذا) دخلتم؟
هذه محاور مطروحة لاصحاب الشأن لتناولها بالدراسة والتمحيص بعد قراءة رواية دخولهم قراءة متأنية بغية الحصول على إجابة شافية للتساؤلات الواردة أعلاه.