يُعاني سائقو المركبات في جدة , القادمون من ( ك 2 ) طريق مكة .. باتجاه الشرق , حيث ما زال العمل في مشروع إقامة الجسر أمام مدارس الثغر , يسير بشكل سلحفائي منذ سنوات .
ومنذ بدأ العمل في المشروع قام المتنفذون بترك مساحة ضيقة , بجانب الشارع الرئيسي (طريق الخدمة) لتنسل منه السيارات بصعوبة شديدة في سيرها , بمحاذاة الحفرة الضخمة للمشروع .
الآن يوجد معاناة كبيرة , بل إنها منذ شهور .. منذ أن جرى اغلاق تلك المساحة الصغيرة (طريق الخدمة) ، ومن يومئذ لم يجد أصحاب السيارات منفذاً لهم للسير باتجاه الشرق , سوى الدخول إلى الأحياء الجانبية من جهة اليمين , ليظلوا يتخبطون في السير من شارع داخلي مكسر , إلى آخر يشبه الزقاق , مملوء بالمطبات الاصطناعية , التي يقيمها هذا وذاك من الناس أمام بيوتهم , دون أن تعترض عليهم البلدية ، أو تقول لهم (ثلث الثلاثة كم) .
وقد أخبرني بعض الأصدقاء عن معاناتهم في ذلك الطريق (التحويلة) بل (التحويلات) حقيقة , إلى أن مررت بالمكان شخصياً ، فوجدته شيئا عجيبا , إنه يشكل حالة من العنت الحقيقي ، الذي يجعل من يعبره يعيش فعلاً (على أعصابه) .
والعجيب أنه لا توجد به ارشادات تشير للاتجاه الذي يقود السيارات إلى المخارج التي تعيدهم ثانية إلى طريق مكة .. وكأن هذا الإجراء صعب أو مستحيل على السيد المقاول , الذي استلم مشروع الجسر ، حيث أن المقاول لم يبادر ، وأمانة جدة فيما يبدو لم تلزمه ، والمرور كـأنه صامت .
الزبدة -كما يُقال - .. وهي ليست من كلامي , ولكنها لأحد الذين ألتقيت بهم في محيط المكان : ( أن المعاناة قائمة ) .. وسألته استزيده فقال : ( يا أخي هذا المشروع - يقصد الجسر - طالت أيامه وشهوره وسنينه ، من دون أن نرى ولادته , وخروجه أمامنا على أرض الواقع - هذا أولاً )
وقال لي : ( أما ثانياً ... فإن إغلاق طريق الخدمة المجاور للمشروع جعل الناس يتخبطون المشي بدون هدى من شارع إلى زقاق ، من دون لوحات ارشادية تدلهم على الاتجاه الصحيح الذي يعيدهم إلى طريق مكة مرة أخرى )
وأضاف : ( وثالثاً .... فقد كان على المقاول أن يُوجد حلولاً أفضل طالما كان محتاجاً لإغلاق طريق الخدمة بجانب مشروع الجسر ، من خلال إيجاد البديل الصالح .. وليس البديل المملوء بالحفر والمطبات .. كان على المقاول أن يتعهد التحويلة بالعناية , إما بطبقة إسفلت لكامل التحويلة , أو بردم جميع الحفر فيها , وإزالة المطبات الاصطناعية ) .