ولدنا من بطون أمهاتنا ، وعشنا وترعرعنا في كنف هذا الوطن الغالي ، فروى لنا أبائنا عن تاريخه المجيد وأطرافه المترامية ، وحكامه العظماء ، فلم يزدنا قولهم إلا ولاء له ولترابه الطاهر ،
فقضينا مرحلة الطفولة وبعدها الشباب الى أن كبُرنا بمختلف أجيالنا السابقة والتي تلتها ، ونحن نزداد عشقا ً وولاء لوطننا وولاة أمرنا ،
فقد نشأنا على العقيدة الإسلامية السمحاء في ظل حكومتنا الرشيدة التي إستمدت دستورها من القرآن الكريم ومنهجها من السنة النبوية المشرفة ، فنهض الوطن بعزائم الرجال وحنكة الملوك الأوفياء ، فأولينا خدمة الحرمين الشريفين جُل إهتمامنا كونهما قبلة المسلمين في العالم أجمع ، وسعينا لتوفير كل وسائل الراحة لقاصديهما من حجاج ومعتمرين ، وانفقت الدولة مليارات الريالات لتهيء للقادمين اليها كل سبل الراحة والطمأنينة ، وتأتي توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة على مراحل مختلفة وبميزانيات ضخمة تتجاوز ميزانيات بعض الدول برمتها ، ليس الا لتحقيق رغبتنا في أن نكون على قدر من المسئولية تجاه خدمة ضيوف الرحمن ،
كما بنينا الوطن في شتى المجالات حتى إزدهر الاقتصاد والطب والتعليم والتجارة والأمن وغيرها فأصبح الوطن مترامي الأطراف أشبه مايكون بقرية صغيرة تعمه نعمة الأمن والأمان في عيش رغيد وحياة كريمة.
ولم نقف عند هذا الحد فقط ، بل كان لدورنا الإقليمي والدولي بصمة في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية ، والانسانية ، فكانت القضية الفلسطينية هاجسنا الأول قبل كل شي ومشاركتنا في كل مايخدمها لايخفى على أحد ،
ومواقف المملكة العربية السعودية الخارجية لاحصر لها ولست في مقام لكي أسرد ذلك للقارئ الكريم ،
ولكن أحببت فقط أن اُبين ما ولدنا ونشأنا عليه منذ نعومة أضافرنا من حب وولاء لهذا الوطن الذي مهما قدمنا له فلن نوفيه حقه علينا ،
ولو انني ولدت في خيمة في منتصف صحاريه وبين الإبل والأغنام ،، ؤأكلت من رُطب النخل وشربت من حليب النوق ، وبقيت متنقلا ً في أرجائه ولم أستفد من تعليمه ولا طِبه ولا غيرهما ، وكبُرت وأصبحت شيخا ً قد حنى ظهري الزمن واحرقت الشمس وجهي وتشققت قدماي من المسير على ترابه ،،، فسأبقى وطنيا ً أفديه بدمي ومالي ، وسأحدث أبنائي بماحدثني به أبي وأجدادي وسأغرس فيهم معنى الحب والإنتماء لهذا الوطن المعطاء ، فلم يحب ابي واجدادي هذا الوطن لمصلحة أو لهدف أو بمقابل يرضيهم ، وهكذا ورثنا هذا الولاء منهم وسيرثه أبناؤنا من بعدنا ، وجيل بعد جيل ، وليس هذا من عاداتنا او تقاليدنا فقط ، وإنما هو من واجباتنا تجاه وطن لانقبل فيه القول ولا الهمز واللمز لامن قريب ولا من بعيد ،
في واقع الأمر أننا لانملك خيطا ً وإبرة ً لنخيط أفواه المتبجحين أصحاب ( النباح ) على دولتنا وشعبنا ، ولكننا نملك تاريخا ً ناصعا ً نلجم به أفواههم ونكسر به أقلامهم ونحطم به أحلامهم .
من المؤلم أن نرى من قبل بعض الاعداء والمغرضين عبر وسائل التواصل الإجتماعي الإساءة للوطن وولاة الأمر بطرق شتى منها مقاطع فيديو وأخرى تغريدات أو مقالات بصحف خارج الوطن ، ولا يخفى على الجميع ماتعده بعض القنوات الفضائية من برامج لهذا الهدف لتشويه مسيرة العطاء والنماء ،
ولكن من المفرح جدا ً أيماننا التام بأن الوطن الغالي فيه من الشرفاء الأوفياء ماينسينا جراحنا ويعطينا نظرة للمستقبل ونسد آذاننا عن كل ( نباح ) يزعجنا ،
ومع ذلك فإن غيرتنا على الوطن وولاة الأمر وكافة الشعب ، وإنطلاقا ً من إنتمائنا ووطنيتنا فإننا لانقبل المساس بالوطن قولا وفعلا ً ، حتى وإن كان من أراذل الناس ، وسندافع بكل ما اوتينا من قوة تمكننا من ذلك وعلى جميع الأصعدة ، وفي ساحة الإعلام بالذات ، وهذا ليس إلا قليل من كثير ،
والجدير بالذكر أن وطنا لانحميه فلا نستحق العيش فيه
.
.
الخاتمه .... وطني الحبيب ،، روحي وماملكت يداي فداه
،
عاجل
عبدالله السيالي

الولاء من الإنتماء
Permanent link to this article: https://www.eshraqlife.net/articles/231888.html