منذ تلك الليلة التي أرعدت على مسامعنا تصريح سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان حول محاربة الفساد، وقوله "لن ينجو أي شخص من قضية الفساد كائن من كان" ونحن في حالة دهشة وإعجاب بكل هذه القرارات الصارمة والتغييرات غير العادية والإنجازات المتوالية التي تشير بالتحولات نحو"السعودية الجديدة".
وهاهي اليوم تأتي زيارة سمو ولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية في حقبة مفصلية في تاريخ البلدين، حيث يحمل معه تطلعات أمة، ليرسل رسالته للعالم ويؤكد على تحقيق طموحه ومحاولته للتغيير، فيلتقي الرئيس ترامب ووزراء أعضاء في الكونغرس وأكثر من 123 شخصية سياسية واقتصادية وأكاديمية وإعلامية.
المحلل السياسي الأمريكي "بليز ميشتال" عبر عن مدى اندهاشه بنجاح سياسة محمد بن سلمان التي يتبعها في السعودية وذكر بأن الزيارة كانت طويلة ومهمة حيث استغرقت 21 يومًا زار فيها 7 ولايات و 7 مدن وجاءت أهميتها لتركيزها على هدفين مهمين:
الأول- التركيز على الطموح والبرنامج الإصلاحي لولي العهد في المملكة العربية السعودية وفق رؤيته 2030.
والثاني- يضع المملكة العربية السعودية أهم شريك للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما يجعلها في وجه مغاير للمجتمع الأمريكي عما كان يعرفه.
ولعل أهم ما أسفرت عنه هذه الرحلة التاريخية هو تكوين اقتصاد جديد يقلل من الاعتماد على النفط، لضمان استمرار المملكة ضمن أقوى 20 اقتصاد على مستوى العالم، وأيضًا إعلان سمو ولي العهد عن إنشاء أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية ( النفط الجديد) في العالم، والذي سيوفر 100 ألف وظيفة وسيزيد الإنتاج المحلي 12 مليار دولار وسيوفر 40 مليار دولار.
وإضافة إلى ذلك، فقد بحث سموه أثناء هذه الزيارة في عدة مشاريع تنموية أهمها توطين تقنيات صناعية جديدة وعلى رأسها توطين صناعة السلاح، وتوطين صناعة التقنية والتكنولوجيا، كما بحث أيضًا في تطوير المحتوى التعليمي، وعمل على جذب استثمارات أمريكية للمشاريع في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والترفيهية.
ليس هذا فحسب، بل ركّزت زيارة سمو ولي العهد أيضًا على بحث فرص الشراكة مع الولايات المتحدة في مشاريع (القدية- البحرالأحمر- نيوم) بالإضافة إلى مكافحة الارهاب والتصدي للتهديدات الايرانية.
الآن ونحن نمر بهذه المرحلة المفصلية في تاريخ المملكة العربية السعودية
وبعد أن رسم هذا الأمير القائد ملامح الرؤية المستقبلية، وأصبحنا نشاهد كل هذه القفزات المتسارعة نحو مستقبل مزدهر حيوي وطموح، يحق للتاريخ أن يسجل هذا الرجل "محمد بن سلمان" رجل التحديات ومهندس التغيير وقائد المهمات الصعبة كأحد العظماء من القادة والمسؤولين الذين واجهوا الصعوبات وتجاوزوا الأزمات في سبيل بناء الوطن وتنمية المستقبل.