جرائم القتل في مجتمعنا ، مُرتكبوها إما أن تكون عقولهم خارج التغطية أو عديمة الأتزان أو متأثرة بما يتناولونه من مؤثرات عقلية ،أو بما تربوا عليه في البيئة العنجهية أو الهمجية .
ومن أسباب هذه الجرائم حالات الهوس والإنتشاء و الفخر بالنسب و القبيلة من تأثير مايسمعونه من محتوى في شيلات العنصرية التحريضية المدمرة التي أعادتهم الى عصر الجاهلية عصر العداوة و تفريق القبائل و المجتمعات . مرتزقة الشعر و الشيلات من الشعراء و المنشدين استغلوا عقول المراهقين فبدلاً من أن تنشغل في طلب العلم و المعرفة لبناء الوطن و ازدهاره و ارتقاءالمجتمع ، جعلوا منها أوعية ملوثة بالعنصرية القبلية الهدامة وأصبحت القبيلة مُقدمة على الوطنية من قبل من لا يعون ولا يدركون معنى الوحدة و التلاحم .
مشاجرات تنتهي بجرائم قتل أسبابها صادمة و مُبكية ، خلاف على موقف سيارة ينتهي بالقتل ، خلاف على طاولة طعام في مطعم ينتهي بالقتل ، خلاف على تأخر طلب وجبة طعام ينتهي بالقتل ، خلاف على فاتورة مغسلة ملابس ينتهي بالقتل ، خلاف في حادث تصادم ينتهي بالقتل ، خلاف مادي في سلعة ينتهي بالقتل ، خلاف في ملعب ينتهي بالقتل وقائمة الأسباب التافهة تطول و تطول بلا نهاية .....
وبعد أن تقع الفأس في الرأس و تذهب السكرة و تحضر الفكرة و يتخلى الشيطان عن صاحبه ، يبدأ الصياح و النياح وطلب الفزعات من أجل السعي للعفو و عتق الرقاب ، وهُنا تبدأ مهام و أدوار المتربصين ممن يدّعون بأنهم للخير فاعلون وللأجر والثواب من الله يرجون أنهم مشايخ الجاهات كما يحلوا لهم أن يُسمون ،
يتنقلون بين أصحاب الدم و أهل القاتل تقطع المسافات الطويلة من بلدإلى بلدفي مفاوضات مباشرة وغير مباشرة على قيمة (الضحية ) .
وفود الجاهات التي لم نُشاهدها ولم نسمع عنها يوماً من الأيام بأنها شمرت عن سواعدها و بحثت عن الأجر والثواب وسعت في علاج مرضى أو كفالة أيتام أو تفريج كربة فقير حتى ولو كانوا من أرحامهم ، هذه الجاهات لم نسمع عنها ولم نُشاهدها تقوم بمبادرة إصلاح ذات البين بين أرحامهم و بين أبناء عمومتهم بل إنه للأسف الشديد يوجد من بين هؤلاء من له خصومات مع أخوانه و أبناء عمومته على حفنة تراب .
رسائل إليهم :
—————
إلى المراهقين : رفع سمعة قبائلكم و تقوية مكانتها بين القبائل في المجتمع ليست في الشيلات التحريضية ولا في جرائم القتل ، إنما يكون في العلم و المعرفة وطلب المعالي ، وخدمة دينكم و وطنكم وأمتكم .
إلى أصحاب الدم : الديات المليونية والسيارات الفارهة التي تتمتعون بها مقابل دماء أبنائكم جريمة عظيمة سوف يُخاصمونكم عليها عند رب العباد ، فأما أن تعفوا لوجه الله تعالى وطلباً للأجر و الثواب لميتكم ولكم او تجعلوا شرع الله يُنفذ ولا يُعطل بسبب جشعكم وطمعكم .
إلى وفود الوجاهات : اتقوا الله في أنفسكم وفِي دماء المسلمين ، ماتقومون به أمر خطير أنتم من أهم أسباب استمرار جرائم القتل و البيع والشراء في الدماء .
إلى الشيخ أو الرئيس : يامن تقوم بالجمع من أفراد قبيلتك للمساهمة في القيمة المليونية للسلعة الضحية ، لقد عُينت شيخ أو رئيس على قبيلتك من أجل السعي في تحقيق المصلحة و المنفعة لها وخدمة أفرادها . هم ليسو بمسئولين عن طيش و تهور و إنحراف المراهقين ولا عن طمع وجشع بائعوا دماء أبنائهم ، لذلك كفو عن إحراجهم فمنهم المحتاج و المسكين .
أخيراً إليهم جميعاً : من أعطاكم الحق في البيع و الشراء و السمسرة في دماء (ضحايا ) أجسادها تحت الثرى وأرواحها ارتفعت إلى خالقها ، سوف تُخاصمكم و تقتص منكم عند رب العباد .
دمتم سالمين ،،،،،،،