الحديث عن صحة بيشة ليس من باب التقصي الإعلامي وإن كان ذلك مطلوبا إعلاميا ويساهم في التطوير من خلال الإدراك بإن الاعلام شريك مهم في البناء والتطوير في شتى مناحي الحياة ، لكن احيانا تجد أن الإعلام يفاجأنا بكم كبير من السلبيات فلا يجد بداً من نشرها من باب المساهمة كما أسلفت في البناء والتطوير. ولا بد لأصحاب الرأي من النقاش والتحاور في سبيل التوصل إلى أنجع الطرق وأنجحها لتلافي تلك السلبيات وعلاجها . سيما إذا ذلك يتعلق بحياة البشر وهذا ما يجب أن يحدث ويجب أن يؤمن به الطرف الآخر بعيدا عن الحساسية او إدعاء الكمال .بالأمس وتحت عنوان ( مواطن فقدت ثاني رضيع في مستشفى بيشة.. من ينصفني) نشرت صحيفة عكاظ : تحقق صحة بيشة في شكوى مواطن يتهم طاقماً طبياً بمستشفى الملك عبدالله ببيشه باشر توليد زوجته بالتسبب في وفاة المولود؛ إثر..ومع ما أورده الشاكي من تهم إن صحة، تعتبر أخطاء ادارية وطبية جسيمة،إلا أن رد المتحدث باسم صحة بيشة جاء بكل برود يوضح، أن الشاكي تقدم بشكوى إلى إدارة مستشفى الملك عبدالله، وتم تحويلها إلى اللجنة الطبية الشرعيةوأردف و «سنوافيكم بالنتائج حال الانتهاء من التحقيق».وكأن المشكلة حدثت قبل ساعات.دون أن يدرك أن مثل هذه الردود سابقة الاعداد والمكررة هي التي تسيء إلى الخدمات الصحية وليس الاعلام كما تردد صحة بيشة،فمن البديهيات أن يعرف المريض من باشر الحالة اسما وتخصصا وكذلك الحيثيات البدائية،ثم إذا اقتنع المريض او تحول للتحقيق،اما التسويف بهذه اللغة فمرفوض وهذا ما يثير التوتر والشكوك ويهز الثقة ،
وحتى لا أغدو بعيدا يعود بنا ذلك الحديث للأمس القريب وسأضرب أمثلة أخرى حية لذلك وما اشبه الليلة بالبارحة. فالأعلام المقروء والمرئي والمسموع والإلكتروني قبل فترة نشر خلال شهر واحد خمسة قضايا سلبية قاتله تعقلت مباشرة بصحة البشر وسلامتهم طبيا وتمريضيا وإداريا حدثت في نطاق #صحة_بيشة سأشير اليها بإختصار اتمنى أن لايكون مخلا:
الحالة الأولى . مسنة تعرضت للإهمال الذي سبب لها مضاعفات تمثل في كسور حاولت صحة بيشة التستر عليها ولكن الاعلام بمهنية كشفها وحاولت صحة بيشة عبثا تبريرها ولكن اللجان تأكدت وتحققت من ذلك ، ولم يعد يخفى على متابع حيثياتها
الحالة الثانية . طفل تباله الذي لم يكن حاله أحسن حال من المسنة وتم تناول الموضوع إعلاميا نشرا وتعليقا
الحالة الثالثة .. وجود صور إستفزازية ومقززة ومخيفة تتمثل في كلاب ضالة مرابطة على ابواب العناية المركزة وداخلها خبر وصورة في احدى المستشفيات التابعة لها . وصحيح أن صحة بيشة أعتذرت لكن ماذا يفيد الأعتذار ؟؟!!
الحالة الرابعة .. سقوط طفل جاء اهله للبحث عن العلاج في خزان مياه أحد المكاتب التابعة لـ صحة بيشة . والذي انقذه عابر سبيل حينما نزع من بناته طرحهن وأنقذهن ، وما صاحب ذلك من مناكفات إعلامية بين المنقذ وصحة بيشة تأكد من خلالها صحة أقول المنقذ إذ تم تكريمه على خجل من محافظة بيشة ..
الحالة الخامسة .. ظاهرة إستقدام الاطباء الزائرين لـ مستشفى الملك عبدالله ببيشة ما بين شهر وشهرين ، إذ أعلن خلال اسبوع عن خمسة اطباء بدلا من إستقطابهم او غيرهم من ذوي التخصصات الهامة للتواجد الدائم من خلال عقود طويلة الأجل .وهذا الموضوع بالذات سأتناوله تفصيلا فاجعا مدويا بإذن الله
هذه الحالات عرضتها دون تعليق لأن تناولها إعلاميا كان شافيا وكافيا ، لكن يظهر أن صحة بيشة تذمرت من ذلك ووصفت من نشر أو علق بالمسيء بل راحت إلى ما هو أدهى هددت بالشكاوي وعلى قولة المثل (ضربني وبكى سبقني وأشتكى) . ولا أدري إذا كانت صحة بيشة يحق لها بوصفهم بالمسيئين وتهديدهم بالشكاوي . وهم نشروا أخبار حقيقية وتناولوها من باب النقاش والرأي ،فما هو موقفها مع من ارتكب خطأ طبيا أو إهمال تمريضيا أو فشلا إداريا ؟؟!! وأين نتائج التحقيق التي وعدت ذوي المرضى والمجتمع بها ؟!
لا أخفيكم أن صحة بيشة حاولت مصالحة الإعلاميين بجلسة يوم 17/5/1440هـ لكن للأسف رغم توجيه الدعوة خاصة وعامة لم يحضر أحد !!
لذلك كم أتمنى على سعادة مدير صحة بيشة مشكورا أن يعيد النظر في مسألة أخذ موقف تصادمي مع الاعلام سيما وأن الأحداث السلبية تتابع وتجر بعضها بعضا وما اوردناه أعلاه صورة مصغرة ، ولا يمكن تكميم الإعلام لكي لا يصدح بالحقيقة ويساهم شريكا مهما في أي منجز، سيما وأن ولات الأمر حفظهم الله يدعمون التوجه الاعلامي الصادق حتى وإن كان قاسيا في نقده ، خصوصا في المجال الصحي الذي يعتني بصحة الإنسان .. هذا وللحديث بقية وبالله التوفيق ..