مما لا شك فيه أن لكل إنسان مساراً يتخذه سبيلا ويسعى من خلاله لممارسة ما يستطيعه وحسب ما يمتلك من تربية وسلوك ومهارة وخبرة ، ولا يخلو أي إنسان من لحظات التفكير فيما سيفعل وكيف سيقوم بذلك الفعل ، لينتظر النتيجة المتوقعه أو يتوقع نتيجة غير متوقعه ، وبين هذا وذاك يبقى العقل ما بين ثبات وحركة وإقدام وإحجام وما بين شجاعة وخوف وبين ارتباك وارتياح واضطراب وثقة ...
ويختلف البشر في مسارات حياتهم كما يختلفون في أوجه وجوانب توقعاتهم ولعل الفرد داخل أسرته يتوقع من خلال الاندماج الاجتماعي داخل الكيان الأسري أن سقف التوقعات التي في صالحه ستكون أكبر وأكثر وذات نطاق واسع من تلك التوقعات التي ستكون ضده وليست في مصلحته مما يجعل عملية الخضوع اللحظي ذو الفترات الزمنية المتفاوتة في طولها وقصرها تتشابك فيما بينها لا تتضح الا بعد ظهور ملامح النتيجة المتوقعه لديهم ، ولعل المشكلة الأكثر تداولاً بين الأسر العربية والغربية هو الصراع في مراحل الأعمار المتفاوتة للذكور والاناث وما يتخللها من مفاجأت تربوية حدثت من الابناء لم يكن يتوقعها الآباء والعكس صحيح فيصبح كل طرف مراقب للآخر ويحذر منه ويتوقع منه ما يمكن توقعه أو ما لا يمكن توقعه وبذلك تحدث الفجوة التربوية بين مسار تربوي رسمه الوالدان للابناء وبين مسار سلوكي رسمه الابناء وفق توقعاتهم الذاتيه ووفق رغباتهم وميولهم واعمارهم ووفق ما قامت به عقولهم من تجميع لعدة صور ذهنيه سلبية وايجابية ، إذ قد تختلف التوقعات بين الكبار والصغار والذكور والاناث ولكن في النهاية هو نتيجة لمفاجأت أخرى .
إن ما يقوم به الأباء من توقعات مثالية مبالغ في تقدير روعتها وجمالها بدون النظر بعين البصير للعمر والبيئة والمستوى الاقتصادي والمكانة الاجتماعية والاصدقاء والاعلام والتعامل اللفظي والجسدي والوجداني قد تجرهم تلك التوقعات الى ردود فعل لم تكن في الحسبان وعندها ستكون مفاجأت التربية صادمة ومخيبة للآمال ، لذا فالأفضل أن نعامل ابنائنا وبناتنا كما يجب وليس كما يستحقون ونراعي مرحلتهم العمرية وخصائص النمو لديهم واهتماماتهم وهواياتهم ومستواهم العقلي وقدرتهم الجسدية ونتعامل معهم بما لديهم من تلك الأمور حتى لا نقع في خيبة الأمل وتحيطنا دوامة من مفاجآت التربية .
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
1 comment
ابو فهد
08/14/2019 at 8:01 م[3] Link to this comment
جزاك الله خير
دكتور عبدالعزيز