بعد أن حذر الله تعالى المؤمنين بكتابه الكريم في سورة الحجرات الاية 12 من إجتناب كثير من الظن تلا بعد ذلك النهي عن التجسس لعظم ترتيب هذا الأمر ولسوء عواقبه حيث قال جل في علاه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات ( 12 ) .
وذكر الطبري في تفسير ( ولا تجسسوا ) قوله : ولا يتتبع بعضكم عورة بعض, ولا يبحث عن سرائره, يبتغي بذلك الظهور على عيوبه . انتهى كلامه
دعونا أعزائي القراء ندقق النظر في عبارة ( لا تجسسوا ) ونُلحق تدقيق النظر بتفسير العبارة ثم نتوقف لنعود الى ما يحدث بين الأفراد في بعض المجتمعات التي تكونت داخلها جماعات متفرقة أو مجتمعه هدفها منذ أن تصحو من نومها وحتى تنام وهي ترسم وتخطط وتبحث عن التجسس على الخصوصيات وإختراقها والدخول إلى مكنونات اسرار اصحابها بلا استئذان والهدف رقم واحد من هذا كله ( المال ) وقد يكون هناك أهداف أخرى ولكن الكثير ممن تعرضوا لإختراق خصوصياتهم كانت النتيجه النهائية هي نتوقف عن اختراق حسابك وأستخدامه بطريقة قببحة وسيئة إذا قدمت لنا المال ، ومع مرور الزمن وتطور التقنية وعلم نظم المعلومات والجرائم الالكترونية تطورت أجهزة الكشف والحماية والردع والمراقبة ولكن في المقابل تطورت اساليب التحايل والاختراقات للخصوصيات وأصبح كل فرد مهدد أن يكون هو الضحية في المرات القادمة ، لذلك اتجهت الكثير من القطاعات الحكومية والاهلية المحلية والدولية إلى التنبيه على عدم التفاعل مع بعض الروابط الالكترونية الغير معروفة مصدرها ولا الأرقام التي يتم الارسال منها ارقام اخرى ( كود ) أو رابط أو رمز قد يؤدي الى مشاكل كبيرة لا تُحمد عقباها ، وقد تناقشت في هذا الموضوع مع مجموعه من المختصين والأصدقاء وذكر لي بعضهم انه تعرض شخصياً لاختراقات لحساباته بالتواصل الاجتماعي من غرباء بأحد الدول وتم تركيب محادثات على لسانه ووضعوا بعض الصور التي نشرت له بوسائل التواصل وارفقوا معها محادثات غير لائقه وهددوه بنشرها إن لم يدفع لهم مبلغ من المال ، وقام بابلاغ الجهات المعنية واسترداد حساباته المخترقة ، وقس على هذه الاختراقات طرق وأساليب كثيرة ومتنوعه ، يتفنن فيها من يسعى للتجسس على الناس بلا رادع ولا ضمير ولا خوف من الله وبلا ادنى شعور بالذنب بما أقترف ، ويبقى الدور منوط بالجميع بالتصدي لهؤلاء الفاسدين المفسدين الذين يسعون لتشويه سمعة من يقع ضحية بين ايديهم حيث يجب علينا جميعاً مؤسسات وأفراد اتخاذ الخطوات الأمنية اللازمة لحماية خصوصياتنا من عبثهم وأن نقف في مواجهتهم وعدم التجاوب معهم أو التفاعل مع ما ينشورونه من ترهات بهدف المال والحصول على مكاسبهم الشخصية السيئة فالدور مشترك بيننا جميعاً لحماية هذا الوطن الغالي من هؤلاء الأعداء مهما كانت صفتهم أو طريقة عدوانهم فالوطن مسؤولية كل فرد صغيراً أو كبيراً لحمايته والذود عنه والوقوف أمام من يخترق الخصوصية.
طيّب الله أوقاتكم
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
@Alhassan2020A
عاجل
د/عبدالعزيز آل حسن

إختراق الخصوصية
Permanent link to this article: https://www.eshraqlife.net/articles/308679.html
1 comment
عبدالجليل عطيه
08/26/2019 at 11:59 م[3] Link to this comment
مقال رائع ومهم جدا في زمن قل فيه إحترام خصوصيات الآخرين نسأل الله العفو والعافية