منذ بدأت الحياة على كوكب الأرض وكل الكائنات تسعى وتجتهد للبقاء على قيد الحياة وحماية ذاتها ومحيطها للإستمرار أطول مدة ممكنة وكل ذلك بتسخير إلهي فطري ثم بالمهارات السلوكية المكتسبة من التجربة والتكرار والتقليد ، ثم تطورت آليات البقاء لكل الكائنات البشرية والحيوانية ليصبح الهدف ليس البقاء على قيد الحياة فقط بل لتكوين روابط مع بقية الكائنات الأخرى سواء من جنسها أو من أجناس أخرى ، وعندما أنتشر البشر في كل بقاع المعمورة تعددت اللغات والثقافات واللجهات والقيم والأتجاهات وحتى الأديان والعادات والتقاليد ، وبرز ما يسمى بالانتماء الديني والثقافي والمجتمعي والسياسي والقبلي والوطني ، وفي كل دولة من دول العالم نرى رأي العين مظاهر الولاء والأنتماء لتلك الدولة وحكامها وشعبها باختلاف نسب الارتفاع والانخفاض في ذلك الانتماء والولاء ، والأمم والدول تتسابق فيما بينها بكل النواحي ليس فقط في الجانب الأمني والاقتصادي والحضاري والسياسي والثقافي بل في كل جزئية تعتني بالفرد أو الأسرة أو المجتمع ، ومن أبرز تلك الدول منذ نشأتها وحتى هذه اللحظة هي المملكة العربية السعودية والتي حباها الله مكانة خاصة دينية بمقدسات تعتبر هي وجهة المسلمين في العالم وبها خاتم الانبياء وأفضل الرسل وخير الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) وهيئ الله لهذه المكانة رجالاً قدروها حق قدرها وأهتموا بها من كل النواحي فبرز الاهتمام بالمكان والمكانة وبالحاج والزائر والمعتمر ، ولم يقتصر الأهتمام بالركن الديني فقط بل الأهتمام بالوطن والمواطن في كل زاوية وفي كل ناحية وفي كل اتجاه وفي كل مجال فعمّ الرخاء وساد الأمن وتحقق الآمان وأصبحت السعودية دولة منافسة وفي المراتب الأولى المتقدمة في كل المجالات ، ولأجل المحافظة على المكانة فإن كل مواطن يملك سلاحاً وطنياً يحمي به هذا البلد المعطاء يدافع به عنه فالمسؤول سلاحه الأهتمام ومحاربة الفساد وتطوير الأداء وجمع الكلمة وتعزيز الانتماء والولاء لهذا الوطن وقادته ، والطبيب سلاحه الوطني في تميزه في عمله وتعامله وتطوير ادائه والقيام بواجبه والمهندس سلاحه الوطني في تخطيطه وابداعه في هندسة البناء وإظهار الجمال والجودة في التصميم والتنفيذ ، والطيار سلاحه الذود عن وطنه بطيارته وتميزه في التدريب والمناوره والدفاع والحماية ، والمعلم سلاحه الوطني في تعامله وتطوره في الأداء والأسلوب وتعليم جيل الوطن العلم النافع والمنافسة العالمية والتفوق الدراسي ، ورجل الأمن ضباطاً وأفرداً سلاحهم الوطني في حماية أمن هذا البلد كلٌ حسب تخصصه ومجال عمله ، وكل مهنة من المهن لها سلاحها الوطني في مجال اختصاصها ولا يقتصر ذلك على ما ذكرناه من مهن بل أن كل مواطن له سلاحه الوطني بقلمه وعلمه وفكره وثقافته ، بمظهره وملبسه وتعامله ، بحواره ونقاشه ، بدينه وقيمه وعاداته وتقاليده ، بتفوقه وتميزه وإبداعه ، بفوزه وتتويجه على منصات الأوائل الرياضية ، كل مواطن له سلاحه الوطني فإن أحسن استخدامه فقد حقق القوة الذاتيه والمكانة الإجتماعية وشارك بذلك السلاح في حماية وطنة ورعايته وحقق الأنتماء والأعتزاز بأنه سعودي ومن هذا البلد المميز في قادته وشعبه ومكانته المميزة على مستوى العالم .
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية
طيّب الله أوقاتكم .
3 comments
غير معروف
09/23/2019 at 12:37 م[3] Link to this comment
مقال جمييل وفقك الله دكتور
موج السعود
09/23/2019 at 12:38 م[3] Link to this comment
مقال جميييل بتوفيق دكتور
م / مسند الشراري
09/23/2019 at 5:06 م[3] Link to this comment
بالتوفيق اخي الدكتور عبدالعزيز….مقال في الصميم.