عام كامل والآمال معلقة بحلة جديدة تكسو مهرجان بارق الشتوي السنوي بمزيدا من التفائل والتطلع من كل شرائح المجتمع بدءاً من الأسر المنتجة وانتهاء بذلك المتسوق الذي ينشد طقوس الترفيه المفعمة بأجواء تهامة الربيعية الرائعة إذعانا لدوران عجلة الفصول السنوية كموازنة إلهية عادلة سيما وأن التوقيت مناسبا جدا كونه إجازة ولفترة أسبوعين كافية جدا لإنجاح أي فعالية مهما كانت متهالكة نظرا لكثافة الحضور لها كعامل جذب ذكي ودعائي براق في ظل الدعم اللامحدود من الدولة رعاها الله لهيئة الترفيه وكل هذا من أجل خلق متنفس ثري وغني لأهل المحافظة والمراكز التابعة لها ومرتاديها بطبع شخصية المحافظة من خلال موروثاتها الشعبية على جميع الأصعدة من فنية وتراثية وعادات وتقاليد المكان المشفوع بإبداع يد الإنسان وهو الهدف الأسمى والرئيس منها.
وعائدات هذا المهرجان مربحة جدا سواء من ناحية القيمة المعنوية والرسالة الثقافية أو على صعيد الربح المادي لتلك الأسر المنتجة لعرض ما تتفتق عنه ذهنيات الإنتاج المحلي البسيط.
كل هذه المعطيات وغيرها تصب في صالح الاقتصاد الوطني وتنمي الفكر الاستثماري لدى شرائح المجتمع وتوجد بيئة تنافسية معتمدة على إمكاناتها المتوفرة وهذه إحدى استراتيجيات رؤية سمو ولي العهد المباركة.
بناء على ماسبق من محفزات وتسهيلات يفترض أن نرى مهرجانا يرتقي إلى درجة كرنفال علما أن هذا هو عامه الثاني مما يعني انه قد تم تجاوز مرحلة تجربة الصح والخطأ المعروفة وتبين مكامن الخلل وتم معالجة الأخطاء السابقة بحثا عن تميزا جديد. ولكن ما لوحظ هو عكس ذلك تماما حيث كان المهرجان عبارة عن افتتاح خجول حضرة أصحاب الرأي والمشورة وتم توثيق تلك اللحظات إعلاميا ثم اتبع بفعاليتين أهليتين وبعد ذلك كان الشعار هو (السلام عليكم - وعليكم السلام)
فأماكن البسطات أغلبها لم يتم تزويدها بالتيار الكهربائي والغرف بها علب الكهرباء دون أسلاك بل إن بعضها ليس بها سوى علب تأسيس التيار الكهربائ الاولية واشتراطات السلامة شبه معدومة فطبالين الكهرباء مكشوفة مما يشكل خطرا بالغا على المرتادين وكذلك أغلب الغرف المعدة لعرض المنتوجات مقفلة ولا نعلم سبب ذلك.
وكقراءة مسحية لهذا المشهد فإنك تخرج بتلخيص بليغ وموجز بعنوان عريض يقول أحسن الله عزاء الجميع في مهرجان بارق المفلس وهذا لسان حال كل من عاش أمل افتتاحه ثم صدم بفقر فعالياته وهذا أمر يثير تساولات يفرضها المنطق ويصادق على فرضيتها الواقع المؤلم المعاش ولكنها تظل تساولات حائرة لا تعلم أين تحط رحالها وعلى طاولة من تسند رأسها في ظل تقاذف كرة اللامبالاة ممن يفترض بهم تسديد ركلة الجزاء داخل مرمى الأمانة المناطة بهم تقديسا لتلك الثقة الممنوحة لهم من قيل القيادة العليا ومراعاة لشعور أولئك الحالمون بموسم يوازي سابقه على أقل تقدير.
ولا أجافي الحقيقة إن قلت إن جولة واحدة في هذا المهرجان المحتضر تكسر كل مجاديف الأمال التي سبقت افتتاحه وتعفي النفس عن جهد الحضور لهذا المكان المقفر إلا من آهات البائعين المتحسرين على ضياع جهدهم هباء وعلى تلك الأمنيات التي كانت صرحا من خيال ثم هوت في ظل الصمت المطبق من أصحاب القرار حيال هذه الجدلية فكيف لأسم رنان أن يحضر وتغيب فعالياته المقترنة به مكانا وزمانا؟
ليرشدني من يملك البصيرة إلى من أتجه بهذه التساؤلات الحائرة في أعين باكية أحبت المكان وتاقت للفعالية ثم تنهدت قائلة لماذا كل هذا؟ وأردفت متحسرة من المسؤول عن هذا العبث بمشاعرنا والمهدر لجهدنا؟
بل قال آخرون هل يصمد الإنتماء في ظل التجاهل وهل تثبت الهوية مقابل بريق الإغراء بهجر المكان لمهرجان الجوار لاسيما والوعود موثقة والدعوات صادقة من قبل من عرضها على لبنات إنجاح هذا المهرجان (الاسر المنتجة وهم من أسر بهذا السر للبعض).
هل يتنبه من أنيط بهم مسؤولية إنجاح هذا المهرجان أسوة بمهرجانات الجوار المشتعلة إبداعا وتميزا وتفاعلا سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي لخطورة هذه الأسئلة الخانقة؟
هل يحق لأهل المكان رفع الصوت التماسا لمن يملك القرا بتدارك الوضع استباقا لطمس هوية هذا الكرنفال الشعبي كأبسط حق يتم به التنفيس عن متاعب الحياة بارتياد المكان انتماء والمشاركة في فعالياته بل صنعها إن لزم الأمر استشعارا لقيمة المشاركة كرسالة تعبر الآفاق تحمل تراثا وتحكي تاريخا مجيدا لن يطمر في حفر الآماني مهما بلغت شراستها.
هل تاه الأسم أم أضاعت الفعالية موطنها؟
هل توافقونني الرأي أنها أسئلة حائرة أضاعت مكامن استفهامها ولكن الأمل عسى لها أن تجد ضالتها وهي أحق بها.
إبراهيم التوماني

مهرجان بارق حضر الأسم ولم تحضر الفعالية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.eshraqlife.net/articles/318610.html
11 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓