ومايعلم جنود ربك إلا هو ...
أنتشر الفيروس القاتل كورونا ( COVID-19 ) فدب الرعب في العالم وأعلنت حالة الطوارئ وتسبب هذا الجندي الضعيف في مقتل الآلاف وأصابات عشرات الآلاف ، ونتج عن هذا الرعب خسائر مالية بالمليارات في العالم ، وأضطربت الأسواق العالمية وما رافق ذلك من هبوط أسعار البترول وخسائر في البورصات رافقه تضخيم إعلامي غير مسبوق جعل منه مادة إعلامية دسمة لوكالات الأنباء .
سبحان الله الملك العظيم.
فكيف بِنَا إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا
كيف سيكون الحال في ذلك اليوم نسأل السلامة والعافية ؟
في مثل هذه المواقف يجب أن يعلم المؤمن أن ما من شيء في هذا الكون - خيرا كان أو شرا إلا بقضاء الله وقدره، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}. وما يقضي الله لعبده المؤمن من قضاء فيتعامل معه كما أمره الله تعالى إلا كان خيرا له،
فالبلاء والمصائب وإن كان في ظاهرها محنة فإنها تحمل بين طياتها منحة .. وما على المسلم بعد ذلك إلا أن يرضى ويسلّم، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}،
والبلاء والمصائب والمحن هي دروس من دروس التوحيد والإيمان والتوكل
فالابتلاء والمصائب تطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
فعلينا أولا وأخيرا أن نعلم تمام العلم أن كل شئ بقدر ، وأن كل شئ بإرادة الله جل في علاه ، وأن نراجع أنفسنا ونكثر من التوبة والأستغفار واللجوء الى رب الأرض والسماء خالق الكون وأن نتضرع إليه بأن يرفع ما أصاب الأمة فبيده وحده الأمر كله
وعلينا أن نأخذ بالأسباب المعينة على تجنب هذا البلاء.
وعلى الأعلام أن يكون معينا وموجها في مثل هذه الحالات لامثيرا للقلق .. بتوجيه النصائح والإرشادات ونشرها لتثقيف الناس .
ومن التدابير المعروفة اليوم في مواجهة الأوبئة والأمراض المعدية والسارية ما يسمى بالعزل الطبي والحجر الصحي ، ويلزم المريض شرعا الاستجابة والتقيد بهذه التدابير التي يتخذها المسؤولون عن الصحة العامة وقانا الله وإياكم شر البلايا والمحن وحمى الله عباده في مكان.
ودمتم بخير ...