حين يقدم رجل على خطوبة امرأة ما يعيش لحظة انخطاف لملامحها أولا..! يغويه سحر عينيها، ويجذبه قوامها الرشيق إلى عمق المتعة..!! عندها تعلو دقات قلبه وتغيم نظراته، ويتعثر استيعابه ولا تعود الطرق أمامه واضحة، فيحس بنشوة مخدرة وسعادة تتدفق من كل مسامه.. ويبقى صامتا لا ينطق بكلمة.
ويزيد إعجابه أكثر إذا كانت تلك المرأة لها جموح لا يقاوم؛ خفيفة، جريئة وواثقة، وغنية بالحكمة والمهارة.
لكن متى يتحول ذلك الإعجاب إلى حب ومودة ورحمة يملأ عمرهما بعد الزواج؟!
إذا كان لها قلب صاف لا يخون، ومشاعر صادقة لا تكذب.. محرضة للسعادة، ريانة بالعواطف والمودة واللين.. لها صوت أمومي موقع بروحها، قادر على تفريغ شحنات انفعالاته وتبديد آهات خيباته، وتحرير أفكاره من وحشتها حتى تغدو هادئة ورقيقة.
وعندما يصبح حضورها؛ مثقلا بالغمام الممطر ، هاطلا دوما بالجمال المنغم، فإن عشقه لها يتعمق، و نفسه المحتاجه تلجأ إلى جوهر أنوثتها التي تفيض رغبة من عينينها.
وهنا أظن، ولو "إن بعض الظن إثم" أن الحياة الصعبة في ظل هذا الحماس المتوهج بالنشوة، والمشاعر الممتلئة بكثرة الأشياء الجميلة ستنتهي بلا رجعة، وستكون الرفقة بينهما مستقرة وسعيدة إلى الأبد، ولن يضطر الرجل بعدها إلى خوض أي حرب في المستقبل.