لم تكن مشاركتنا بكأس العالم في قطر 2022 سيئة إلى درجة الاشمئزاز والسخرية والغضب والسياط المبرحة التي تضرب بها تلك الأقلام النتنة من بعض الإعلاميين الرياضيين على لاعبي منتخبنا بكامل قواهم والنزول إلى مستويات الترهات التي تتراكم بين فجواتها تلك الكلمات والعبارات وكأن هذا المنتخب من كوكب آخر !
فقام البعض يشكك بلاعبيه ويقلل من عزيمتهم بينما انتقل الآخر إلى محلل فني لديه كارزما مختلفة يفهم في كل شاردة وواردة وكأنه لايوجد غيره في الكون ، أما الآخر فانتقل إلى الدخول في نوايا اللاعبين والمدرب وكذلك اتحاد الكرة، لم يسلم منهم فسياط ألسنتهم عمت الجميع وكأنهم فقط هم الوحيدون لديهم الخوف والإحساس بالمسؤولية الرياضية وهم أدرى بكل شئ !
ولكن الحقيقة غير وكل هذه الضربات المؤلمة من أجل ميولهم وألوانهم فقط !
هل سيكون حبهم وتوجيهاتهم ودعمهم وخوفهم أقوى من تلك ( العبارات التي وجهها لهم ) سمو سيدي ولي العهد حفظه الله ورعاه !!
بكل ثقة وتأني وعقلانية قال للاعبين ألعبوا واستمتعوا !! وهو المسؤول والقائد وصاحب الرؤية والنظرة البعيدة لم يوبخهم ولم يهددهم ، نعم كلنا نحب الوطن ومن أجله نضحي بالنفس والمال ولكن في الأخير هي (لعبة كرة قدم ) فيها الرابح وفيها الخاسر لم يتعمد لاعبينا الخسارة ولم يكونوا متخاذلين بل هي لعبة تعتمد على عدة عوامل ومنها الخبرة والعناصر والقوة البدنية وغيرها من التكتيكات التي ترجع لخطط ودراسات فنيين مختصين!
نتفق جميعا ان المباراة الأخيرة ربما لم يسعف المدرب الوقت الكافي لإيجاد التوظيف المناسب لبعض اللاعبين ولكن!! لماذا لايكون للنقص والظروف التي صاحبتها الإصابات والإيقافات هي من تحكمت برتم ذلك المستوى !! فيكون لدينا قناعة بتلك الظروف !!
لماذا يرمي البعض كل التهم على المدرب وعلى من اختاره وعلى بعض اللاعبين !!
إلى أي منقلب ستنقلب عقليتنا لتتبع ميولنا وألواننا أغلب هؤلاء ممن ينتقد ويرمي جزافا عبارات التوبيخ على اتحاد الكرة ولاعبي المنتخب وجلد المدرب واتهام المنتخب بلاعبي النادي الواحد هم نفسهم الذين التزموا الصمت وقت فوز المنتخب بالمباراة الاولى ولم يخرج لنا واحد يبارك بالفوز بالعكس قالوا ( الحظ) خدمنا ، طيب والروح والحماس الذي لعب به اللاعبون وقاتلوا بل البعض افتقدناهم لإصابتهم من الحماس والروح هل يعتبر كل هذا تخاذل ! أم ضربة حظ ! أم قناعة !!
مهما كان حبنا وعشقنا لكرة القدم ولمنتخبنا ووطنيتنا لا يجب أن يكون طرحنا الرياضي بهذا المستوى وجلد الذات ( والشتم وغيره ) من الألفاظ التي لاتعبر إلا عن فكر متخلف ومتعصب وما أكثرهم اليوم الذين يبدون خوفهم( المتصنع) من أجل رمي الغضب وانتهاز الفرص لأجل المسار الذي ينتهجونه من أجل ألوان التعصب وحب الميول ولو على حساب المنتخب !!
أخيرا: المنتخب له مسؤولين ومشرفين وفنيين هم أولى وأدرى بمصلحته ولهم الصلاحية وإعطاء المدرب حرية الأختيار الأنسب ولا هناك اي مانع بالنقد الهادف البناء الذي يخدم رياضتنا عامة لكن أن تصل الجرأة بالبعض إلى( اللعن ) والشتم والدخول في الذمم فهذا غير منطقي وليس طرح بقدر ماهو ( ميول ) وتعصب وشخصنة ، فالمكسب الحقيقي لنا جميعا ان نكون يدا واحدة برؤية سمو سيدي ولي العهد حينما قال سيكون لدينا ملايين المتطوعين من أبنائنا بفكرهم ورؤيتهم ونظرتهم في كل المجالات ومنها الرياضة حتى يخرج لنا جيل يقدر ويحترم عمل الآخر وينتقد بعقل وتوجيه بعيدا عن تلك ( الأفواه) التي كلها سلبية ونظرة تشاؤمية ملؤها التعصب وهوايتها( التفرقة) لصالح ألوان وميول .
شكرا لاعبينا على ماقدمتوه ، وشكرا إدارة منتخبنا على جهودكم ودعمكم ، وشكرا لجمهورنا الذي كان العلامة الفارقة بقطر على حضوره ومساندته الأخضر .
ولا عزاء للمتلونيين !!
2 comments
احمد بن زولان.
12/05/2022 at 1:44 م[3] Link to this comment
وشكراً لك أنت على طرحك الجميل الرائع الذي انصفت فيه طاقم المنتخب من إداريين وفنيين ولاعبين ونقول لهم مجهداتكم تذكر فتشكر والقادم أجمل واروع .
ابو احمد
12/05/2022 at 4:06 م[3] Link to this comment
كلام انسان عاقل وفاهم ومنطقي …
اشكرك استاذ ابراهيم على هذه الاسطر المضيئه..